محمد أبوزيد من مصر الرد الإيراني الليلة كان مسرحية ..ويا لها من مسرحية*

منذ 2 أسبوع 1 يوم 30 د 10 ث / الكاتب houssein choker

 محمد أبوزيد 
أوافق كل من قال أن الرد الإيراني كان مسرحية ..

لكنها مسرحية رقعتها فلسطين المحتلة من النهر إلى البحر ، 

وجمهورها العالم بأسره ..

وإذا كان المسرح مدرسة الشعوب ، فإن مسرحية الليلة كانت مدرسة جديدة في فن الرد .. عسكريا ، وسياسيا ، ونفسيا ..

ساعات طوال والعالم بأسره يقف على أطراف أصابعه وهو يشاهد أضخم هجوم بمسيرات بطيئة لإحداث التشويق المطلوب وليس لخلل في التخطيط كما قال الجهلاء في قنوات العجز الإعلامي والفكري والعجز القومي ، وحتى العجز الجنسي ...

فأهم جزء من الرد كان مرمطة رأس هذا الكيان اللقيط الذي يجيد الخسة والغدر لكنه يعاني العجز أمام رد الرجال كما حدث الليلة ..

ساعات عرض المسرحية كانت مشوقة .. 

الكاميرات تلهث خلف المسيرات والصواريخ ولا تستطيع أن تحصي عددها .. 

فمن كامل جغرافيا إيران أنطلقت ، وعلى كامل جغرافيا العراق وسورية والأردن قد مرت ، وبكامل أرض فلسطين قد جابت ، ثم وصلت إلى وجهتها بدقة وكفاءة .. 

ولأنه رد الرجال فإن وجهتها كانت قواعد عسكرية الإقتراب منها ممنوع ، والتصوير ممنوع ...

ولو إنتشار بعض صور القواعد الجوية وهي مدمرة لما أعترف بها العدو ..

نعم كانت مسرحية ظهرت فيها إسرائيل مغلوبة على أمرها ، قادتها مختبئون كالفئران ، 

والمتحدث العسكري باسم جيشها شاحب الوجه متلعثما لا يدري ماذا يقول ؟ .. 

مسرحية تتولى فيها أمريكا وفرنسا وبريطانيا محاولة الدفاع عن هذا الكيان العاجز بالتصدي للصواريخ والمسيرات التي أفلت معظمها ، لينطلق الباقي مع موسيقى تصويرية هي زغاريد النساء وتكبيرات الرجال في كل بقعة عربية مرت بها قبل وصولها لأرض فلسطين المباركة ..

مسرحية بطلها بلد غير عربي يبعد عن إسرائيل ١٦٠٠ كيلو متر مربع ، 

لكنه يثأر لكرامته وشرفه ويؤكد إلتزامه بقضيته التي طالما شككنا في إلتزامه بها ..

لم تقف المسافة عائقا ، ولم يوكل بالرد من يسميهم إعلام العار بأذرع إيران ، وإنما رد بنفسه ومن داخل أراضيه ، وبر بالوعد الذي قطعه على نفسه ، فكان الرد مسرحيا من باب الإستخفاف بهذا العدو وإزدرائه

فلو كان الرد مفاجئا وصاعقا لما أحدث هذا الدوي ، وهذا التشويق ....

نعم كان مسرحية لم نشاهد مثلها منذ ٥١ عاما أي منذ حرب ١٩٧٣ ...

**فلم يتعرض الكيان المتهالك لهجوم من دولة منذ نصف قرن ، إلا الليلة* *..